خر لحظات وفاة الصيدلانية الشابة آيات قاسم رحمها الله :

من قصص كورونا الغريبة….
((صحوة موت))
كلمة كنت ولازلت أسمعها لكني لم أرها يوما…لكني رأيتها مع مريضة مصابة بكورونا التي لاتزال تُرينا العجب العُجاب…(آيات) ذات ال 23 ربيعا…صيدلانية تخرجت حديثا وصدر تعيينها قبل اقل من شهر بمستشفى الهاشمية لتكون رفيقة اختها وهي صيدلانية ايضا قد سبقتها بالتعيين…اصيبت (آيات) بكورونا وتدهورت حالتها وتم نقلها الى مرجان… تألمتُ كثيراً عليها يوم امس ودمعت عيناي لاجلها حين تمت استشارتي وهي تحاول استنشاق الهواء لتروي به قلبها المتعَب ورأيت اختها بدموع جارية وزفرات وارية وهي تقبل يديها طالبةً منها الاستمرار بمقاومة المرض…حالتها حرجة جدا فاوعزت بنقلها الى الانعاش يوم امس ورغم وضعها على جهاز الانعاش الا ان نسبة اشباع الاوكسجين في الدم 32%…توسلت بي اختها وابوها واهلها ان اجد لهم حلّا لانقاذ المريضة فاخبرتهم ان الحل ربما يكون فقط بجهاز ال (ECMO) الذي يغذي الجسد بالاوكسجين ويخلصه من ثاني اوكسيد الكاربون من خلال ربطه بالاوعية الدموية مباشرة الا ان هذا الجهاز غير متوفر في العراق….اليوم ظهرا وانا اغادر المستشفى مررت على المريضة فوجدت المريضة جالسة وهي اول مرة تجلس فيها وتكلمت معي قائلة((لقد شفيت من مرضي)) وطلبت طعاما وشرابا وتنفس المريضة كان طبيعيا كأنها غير مصابة…باشرت بقياس نسبة الاوكسجين فوجدته 100% فطلبت جهاز قياس آخر للتاكد من دقة القراءة فكانت نفس النسبة…فوقع والدها على يديّ واراد تقبيلهما فرحا بحالها فأمسكت به ومنعته من ذلك وهو يبكي وانا ابكي معه….لكن ماهي الا ربع ساعة فقط حتى توفيت بشكلٍ مفاجئ….فأدركت ان ((صحوة الموت)) هي امر واقعي وليس من ضرب الخيال…فإنا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم…..

د علاء الطالقاني
اخصائي عناية مركزة